تُستخدم الطاقة الشمسية في تركيا بشكلٍ أكبر في مناطق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق الأناضول ووسط الأناضول. وبفضل الارتفاع الكبير في مدة السطوع السنوية في هذه المناطق، تُفضَّل أنظمة الطاقة الشمسية على نطاق واسع في المنازل وكذلك في المنشآت الصناعية. وتبرز مدن مثل أنطاليا ومرسين وشانلي أورفا وغازي عنتاب وقونية من حيث إمكانات الطاقة الشمسية.
ونظرًا لتلقي هذه المدن للإشعاع الشمسي بشكل منتظم على مدار العام، تعمل الأنظمة المُركّبة بكفاءة أعلى وتكون فترات الاسترداد أقصر. كما يوجد استخدام فعّال في مجالات عديدة مثل الريّ الزراعي، ومرافق الإنتاج، ومشروعات محطات الطاقة الشمسية واسعة النطاق (GES). وهذا يوجّه المستثمرين نحو هذه المناطق من حيث الاستقلالية في الطاقة ومزايا التكلفة.
ولا تعتمد تفضيلات الاستثمار على مدة السطوع فحسب، بل أيضًا على الحوافز المقدَّمة من الإدارات المحلية وإمكانات البنية التحتية. ففي المحافظات الجنوبية يكون الوعي بهذا الموضوع أعلى، كما يتعامل سكان المنطقة بإيجابية أكبر مع تركيب الأنظمة. وبهذا تتكوّن حالة طلب قوية من جانب المستخدمين الأفراد وكذلك الشركات التجارية.
المناطق البارزة في استخدام الطاقة الشمسية في تركيا
المناطق التي تبرز في تركيا في استخدام الطاقة الشمسية هي مواقع جغرافية تتمتع بأفضلية من حيث مدة السطوع السنوية وشدة الإشعاع. وتُفضَّل المدن الواقعة في الجنوب على وجه الخصوص من قِبل المستخدمين الأفراد وكذلك لمشروعات الطاقة واسعة النطاق، بسبب كثرة الأيام المشمسة طوال العام. ويزداد عدد محطات الطاقة الشمسية في هذه المناطق بسرعة، كما تُستخدم الطاقة الشمسية بنشاط في مجالات كثيرة بدءًا من الريّ الزراعي وحتى الصناعة.
أبرز المناطق والمدن في استخدام الطاقة الشمسية:
- منطقة البحر الأبيض المتوسط: أنطاليا، مرسين، أضنة
- جنوب شرق الأناضول: شانلي أورفا، غازي عنتاب، ديار بكر
- وسط الأناضول: قونية، كارامان، قيصري
- منطقة إيجه: دنيزلي، أيدين، مانيسا
- شرق الأناضول: ملاطية، إلازيغ
إن أنظمة الطاقة الشمسية المُركّبة في هذه المدن تقصِّر فترات الاسترداد بفضل معدلات الكفاءة المرتفعة. كما أن الحوافز الإقليمية تجذب اهتمام المستثمرين. وبروز هذه المدن في أنظمة الأسطح وكذلك في مشروعات محطات الطاقة الشمسية (GES) على الأراضي ليس مصادفة، بل هو نتيجة للظروف المناخية والاقتصادية. وعند النظر إلى خريطة الطاقة الشمسية في تركيا، تظهر هذه المناطق بوضوح في الواجهة.
المدن الأعلى كفاءة في الطاقة وفق مدة السطوع
تتميّز المدن الأعلى كفاءة في الطاقة بقيم الإشعاع المتوسط السنوي وعدد الأيام المشمسة. ففي هذه المدن تُنتج الأنظمة الشمسية كهرباء أكثر، ما يُسرِّع استرداد الاستثمار. وتُبقي مدة السطوع العالية الألواح نشطة طوال العام وترفع كفاءة النظام إلى أقصى مستوى. وتتمتع بعض المدن في جنوب تركيا ووسطها بمزايا لافتة في هذا الصدد.
مدن بارزة من حيث كفاءة الطاقة:
- أنطاليا: متوسط 3,000 ساعة سطوع شمسي سنويًا
- مرسين: شدة إشعاع مرتفعة وموسم صيفي طويل
- شانلي أورفا: من أكثر مدن الجنوب الشرقي كفاءة
- قونية: أفضلية الأراضي المستوية في وسط الأناضول وقيم إشعاع قوية
- غازي عنتاب: إمكانات شمسية مرتفعة تتكامل مع القطاع الصناعي
- أضنة: انتشار الاستخدام في الزراعة ومدة سطوع طويلة
- دنيزلي: مدينة صاعدة في استثمارات محطات GES
تُستخدم الأنظمة المُركّبة في هذه المدن بفاعلية ليس فقط في المساكن، بل أيضًا في الصناعة والزراعة والمشروعات الحكومية. وفي المدن ذات مدة السطوع العالية تكون أهداف المستثمرين أوضح وتتحقق العوائد بشكل أسرع. ولمن يرغب في تحقيق أقصى كفاءة في إنتاج الطاقة، تُعد هذه المدن ذات أهمية استراتيجية من جميع الجوانب.
لماذا تتصدر منطقة البحر الأبيض المتوسط في الطاقة الشمسية؟
تحتل منطقة البحر الأبيض المتوسط موقع الريادة في الطاقة الشمسية بفضل المستويات العالية للإشعاع الشمسي طوال العام. ففي مدن مثل أنطاليا ومرسين وأضنة تتجاوز مدة السطوع السنوية 2,800 ساعة. وترفع هذه القيم إنتاج الكهرباء إلى الحد الأقصى في أنظمة المنطقة. ويساهم حضور الشمس في جميع الفصول في تمركز كلٍّ من الأنظمة المنزلية ومحطات الطاقة الشمسية الكبرى في هذه المنطقة.
وللتضاريس المستوية تأثير لا يقل أهمية عن المناخ؛ إذ تتيح الأراضي المسطّحة توزيعًا فعّالًا للألواح الشمسية. وفي الوقت نفسه، تُسهم إمكانية تنفيذ استثمارات البنية التحتية بسرعة وتكلفة منخفضة في دعم النمو في المنطقة. كما ينتشر استخدام الطاقة الشمسية في الريّ الزراعي على نطاق واسع في حوض المتوسط، ما يُسهِّل تبنّي الأنظمة حتى في المناطق الريفية.
ويدعم اهتمام سكان المنطقة بالطاقة المتجددة وسياسات الحوافز التي تعتمدها الإدارات المحلية هذا التفوق أكثر فأكثر. وتقدّم الاستثمارات في محطات GES بالمتوسط فرصًا جذابة للمستثمرين المحليين والأجانب على حدّ سواء. ومع اجتماع هذه العوامل، تمضي منطقة البحر الأبيض المتوسط نحو أن تصبح أحد أبرز مراكز الطاقة الشمسية ليس في تركيا فحسب، بل في أوروبا أيضًا.
إلى أي مدى وصلت الاستثمارات في الطاقة الشمسية بجنوب شرق الأناضول؟
شهدت الاستثمارات في الطاقة الشمسية بجنوب شرق الأناضول خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الوتيرة. وبما أن مدة السطوع السنوية في المنطقة تفوق المتوسط التركي، تُنشأ محطات طاقة شمسية كبيرة خصوصًا في شانلي أورفا وغازي عنتاب وديار بكر. وتُنفَّذ في هذه الولايات مشروعات مدعومة حكوميًا واستثمارات من القطاع الخاص بهدف تنويع إنتاج الطاقة.
وفي هذه المنطقة التي يتركّز فيها النشاط الزراعي، تُستخدم الطاقة الشمسية بشكل رئيسي في أنظمة الريّ. وفي المناطق الريفية حيث تكاليف الكهرباء مرتفعة، توفّر هذه الأنظمة مزايا اقتصادية كبيرة للمزارعين. وبفضل مشروعات الريّ المدعومة من الدولة تعمل الألواح الشمسية بنشاط في العديد من مواقع الإنتاج الزراعي. وتُسهم هذه التطبيقات في خفض نفقات الطاقة ودعم الإنتاج المستدام.
ومع تحسّن بيئة الاستثمار، ازداد اهتمام رأس المال المحلي والأجنبي بالمنطقة. كما تجذب الحوافز الخاصة التي يقدّمها وزارة الطاقة مزيدًا من انتباه المستثمرين. وفي الوقت نفسه، تُسهم عملية تأهيل الشباب في المنطقة وإدماجهم في هذا القطاع في إحداث أثر إيجابي طويل الأمد على الإنتاج والتوظيف. وبهذا تتحوّل جنوب شرق الأناضول إلى مركز طاقة قوي يحوّل إمكاناته إلى مشروعات ملموسة.
أسباب انتشار أنظمة الطاقة الشمسية في وسط الأناضول
يرتبط انتشار أنظمة الطاقة الشمسية في وسط الأناضول ارتباطًا مباشرًا بخصائص المنطقة المناخية والجغرافية. فالمساحات الواسعة والمسطّحة تُسهّل تركيب الألواح من الناحية التقنية والاقتصادية على حدّ سواء. كما يضمن العدد الكبير من الأيام المشمسة خلال العام عمل الأنظمة بكفاءة. وتُسرّع المنشآت الصناعية والمزارع، الساعية إلى خفض تكاليف الطاقة، من وتيرة التركيبات بالاستفادة من هذه المزايا.
أهم العوامل التي تعزّز استخدام الطاقة الشمسية في وسط الأناضول:
- سهولة التركيب بفضل الأراضي الواسعة والمسطّحة
- ارتفاع مدة السطوع السنوية
- الطلب الكبير على الطاقة في القطاعين الصناعي والزراعي
- الحوافز المحلية وتوفّر مساحات ملائمة للاستثمارات الطاقية
- إمكانية إبقاء تكاليف التركيب منخفضة
- الرغبة في خفض تكاليف الطاقة داخل المناطق الصناعية المُنظَّمة (OSB)
- اهتمام البلديات بمشروعات الطاقة المتجددة
وتجعل هذه العوامل جميعها وسط الأناضول وجهةً جاذبة للاستثمار في الطاقة الشمسية. ويُستفاد من هذا الإمكان بنشاطٍ خاص في مدن مثل قونية وقيصري ونيغده. ويُتيح الاسترداد السريع للاستثمار للمؤسسات في المنطقة تحقيق الاستقلال في الطاقة، كما يساهم مساهمة قوية في أهداف الاستدامة البيئية.
إمكانات محطات الطاقة الشمسية في تركيا وفق خريطة الإشعاع السنوية
وفق خريطة الإشعاع السنوية، فإن إمكانات محطات الطاقة الشمسية (GES) في تركيا مرتفعة للغاية. إذ تمتلك معظم مناطق البلاد قيَم إشعاع شمسي تتراوح بين 1,400 و2,000 كيلوواط ساعي/م² سنويًا. وتتمتع المناطق الجنوبية والوسطى على وجه الخصوص بأفضلية كبيرة مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية من حيث مدة السطوع وشدة الإشعاع. وهذا يبيّن بوضوح أن تركيا تمتلك إمكانات قوية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وتُسجَّل أعلى القيم الإجمالية لمدة السطوع السنوية وشدة الإشعاع في مدن مثل أنطاليا ومرسين وشانلي أورفا وقونية وغازي عنتاب وفان. وتوفّر مشروعات GES المُقامة في هذه المدن فترات استرداد أقصر وكفاءة عالية. ويُظهر تحليل خريطة الإشعاع أن تركيا لا تقتصر على الجنوب فحسب، بل تُقدّم فرصًا مهمّة أيضًا في منطقتَي وسط الأناضول وشرقه. ومع اعتماد هذه البيانات في التحليلات الإقليمية، يمكن للمستثمرين تحديد المواقع الأنسب بدقة.
وعند اختيار مواقع الاستثمارات في الطاقة الشمسية، تُعد خريطة الإشعاع مرجعًا أساسيًا. ويُجري المستثمرون الراغبون في تحقيق أفضل النتائج التقنية دراسات جدوى استنادًا إلى هذه الخرائط. ورغم إمكانية إنشاء أنظمة الطاقة الشمسية بمقاييس مختلفة في معظم مناطق تركيا، تظل المناطق ذات الإشعاع المرتفع أكثر ملاءمة للمشروعات واسعة النطاق. وهذا يساهم مباشرةً في أهداف البلاد المتعلقة برفع أمن إمدادات الطاقة وتقليل الاعتماد على الخارج
اترك تعليقاً